Version 1.0.0
تتناول هذه الرسالة النظام السياسي للولايات المتحدة الأمريكية وسياساتها الخارجية على الدول الإسلامية البارزة. منذ عشرات السنين من الآن قامت الولايات المتحدة الأمريكية بإقناع جزء كبير من العالم بأن هناك مؤامرة دولية ضدها خارج الولايات المتحدة : مؤامرة شيوعية قادت حربا باردة أرادت بها إحاطة حظوة الهيمنة والسيطرة على العالم، إلى أن تم تنصيب الإسلام محورا للمؤامرة في الولايات المتحدة الأمريكية بوصفه كيانا عدائيا. حاولت الولايات المُتحدة الأمريكية في الفترة ما بين عام 1945 وعام 2005 بأن تُطيح بأكثر من 50 حكومة أجنبية، وتدمير أكثر من 30 حركة شعبية محلية، بكونها تحارب حكومات ديكتاتورية لا تُحتمل. حالة مأساوية من ملايين البشر زهقت أرواحهم جراء ذلك، وذلك لأن ملايين أخرى من الناس يلعنون الحياة التي تتصف بالأزمات والفقر، بالإضافة إلى تدمير الاقتصادات والبنى التحتية، ففي أفغانستان والعراق وكذلك في الفيتنام مات أكثر من مئة ألف إنسان وعلى رأسهم أطفالًا بسبب حروب اندلعت من خلال الولايات المتحدة الأمريكية … حروب في محاربة الإرهاب! نظام جديد للعالم من منطق الأكثر قوة وأكثر سلطة! إن إدارة الولايات المُتحدة الأمريكية التي تم انتخابها مرة أخرى حاولت توسيع سيادتها في الشرق الأوسط، بالأخص في الدول الإسلامية بعد الحادي عشر من سبتمبر تحت إسم “الحرب على الإرهاب”، أفغانستان عام 2001 وفي العراق عام 2003. بدت الولايات المُتحدة من خلال جنون العظمة التي تمارسه بشكل عسكري بأنها “مكسورة الرقبة” على الرغم من أنها تبدو منظمة مالية وإقتصادية وعسكرية كبيرة وذات سلطة سياسية، وذلك لأنه حتى اليوم لم تتحقق أهداف الولايات المُتحدة المُتبعة، في أفغانستان أو في العراق أو أي دولة إسلامية, وفي المقابل من ذلك فإن مصداقية وسيادة الولايات المُتحدة تُعد عالمية، لكن بشكل خاص تتفتت تلك المصداقية في العالم الإسلامي وتستمر في التفتت كل يوم.في أول المحاور الهامة لهذا العمل تم البحث في النظام السياسي للولايات المُتحدة الأمريكية بمراعاة لأسئلة محددة: كيف يبدو النظام السياسي في الولايات المُتحدة؟ بماذا اصطبغ النظام الإنتخابي لها؟ ما هي الأحزاب التي تؤتث المشهد السياسي في الولايات المتحدة، وماذا عن معناها في النظام السياسي؟ ما هو الدور الذي تلعبه المجموعات ذات الإهتمام المُشترك وكذلك دور جماعات الضغط في سياسة الولايات المُتحدة الأمريكية؟ أي المجموعات تمتلك تأثيرًا قويًا وخاصًا على السياسة الأمريكية في الوقت الحالي؟ وما هي الأهداف التي تتبعها؟ ما هي الوظيفة السياسية التي يتخذها الدين في الولايات المُتحدة التي تتشح بالديانة المسيحية؟، ثم الجانب الجوهري الثاني من هذا الموضوع، سياسة الولايات المُتحدة الأمريكية الخارجية اتجاه الدول الإسلامية، حيث أن هذا غرض الموضوع الأساس، علاقات الولايات المُتحدة السياسية في السنوات والعقود الأخيرة، وذلك مثل السياسة الخارجية على الدول الإسلامية البارزة في الشرق الأوسط، فلسطين والعراق وأفغانستان نموذجا، حيث تم إختيار هذه الدول من زاوية أن السياسة الخارجية الأمريكية وفقًا لتلك الأمثلة تُعد مُعقدة وذات تأثير وحضور قويين، نظرًا إلى قوتها التفجيرية السياسية في الوقت الحالي ومنذ سنوات. إن الأسئلة الرئيسية لهذه النقطة تأتي على نحو كالتالي: كيف كان الوضع السياسي في الشرق الأوسط؟ وكيف أصبح بعد الحادي عشر من سبتمبر عام 2001؟ ما هي المصالح والاهتمامات التي تتبعها الولايات المُتحدة في الشرق الأوسط؟ كيف كانت علاقات الولايات المُتحدة الأمريكية في الدول المُختارة، فلسطين، العراق وأفغانستان، وكيف كان تأثيرها السياسي تاريخيا؟ ما هي نتائج سياسة فلسطين الأمريكية والإسرائيلية؟ ما هي الأسباب التي أوهجت الحرب في مارس/ آذار عام 2003 من قبل الولايات المُتحدة ضد العراق، وكذلك أسباب حرب الولايات المُتحدة التي بدأت في أكتوبر عام 2001 في أفغانستان؟ كيف تصرفت الولايات المُتحدة الأمريكية في حرب العراق