jamalbouassiria

المغرب: لم يتم الانتصار في الحرب ضد الفساد بأي حال من الأحوال

البعض في حالة جيدة، والبعض الآخر ليس لديه سنت واحد للبقاء على قيد الحياة ليوم واحد.

المغرب: وجهة شهيرة لقضاء العطلات لدى العديد من الأوروبيين، حيث تتميز بآثارها المتنوعة وشعبها الودود والمضياف ومناظرها الطبيعية الجميلة. بلد غني بمكامن الأسماك والفوسفات، لكنه أيضاً في… الفساد.

وفي عام 2011، تم انتخاب حزب العدالة والتنمية للحكومة لأول مرة. ويعتبر الحزب الإسلامي الآن أكبر وأقوى فصيل في المغرب. وبعد عقود من المشاحنات والخلافات بين مختلف الأحزاب، التي تنتهج أيديولوجيات مختلفة للغاية – من القومية مثل حزب “الاستقلال” إلى الشيوعية مثل “حزب التقدم والاشتراكية” – وصلت الحكومة الإسلامية إلى السلطة منذ الانتخابات البرلمانية في نوفمبر/تشرين الثاني. انطلق حزب العدالة والتنمية في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2012 بزعامة رئيس الوزراء عبد الإله بنكيران إلى جانب خصومه السابقين من الأحزاب الشيوعية والليبرالية.

أراد حزب العدالة والتنمية النضال من أجل التنمية والعدالة في البلاد. ركزت دعايتها الانتخابية على العدالة وادعت أنها ستحارب السياسيين الفاسدين وستتخذ إجراءات تقييدية ضد الاختلالات الاجتماعية.
ولكن المتسولين ظلوا في الشوارع، واستمر الفساد في التزايد: ففي المستشفيات العامة لا يمكنك الوصول إلى أي مكان دون المال أو “الرشاوى”. أو من خلال العلاقات – “والدك صديقي” – كما يسميها المغاربة.

هذه هي الطريقة الوحيدة لتحقيق ما تحتاجه أو تريده. وفي القنيطرة، إحدى أهم المدن الصناعية في المغرب، يقول الناس إن الرشوة في المناصب العامة زادت بشكل كبير في السنوات الأخيرة. رجل يروي بفخر كيف قاد سيارته عبر المدينة دون حزام الأمان. وعندما ألقت الشرطة القبض عليه، كان عليه أن يتخلى عن رخصة قيادته. ولكن بعد ساعات قليلة تمكن من استعادة رخصة قيادته بمساعدة أحد الضباط. ماذا عن شخص لا يريد أن يعطي البقشيش أو ليس لديه علاقات؟

ووفقا للبنك الدولي، يعيش الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع على حوالي دولار واحد في اليوم. في أجزاء كثيرة من المغرب هناك أناس يستيقظون في الصباح وليس لديهم حتى سنت واحد ليعيشوا عليه. وحتى الشباب الحاصلين على شهادات جامعية لم تعد لديهم أي آفاق؛ فإما أن يبقوا في البلاد ويغلقوا أفواههم أو يهاجروا إلى أوروبا أو كندا.

يتظاهرون كل يوم أربعاء في شوارع الرباط للمطالبة بحقهم في العمل. يتم القبض على البعض وإرسالهم إلى السجن. كما تحتجز نفس السجون أبرياء متهمين بالإرهاب منذ عام 2003، رغم عدم توفر الأدلة. منظمات حقوق الإنسان مثل الكرامة ومنظمة العفو الدولية وغيرها من الجمعيات العربية تشكك في أحكام هؤلاء الأشخاص.

ولم يحقق حزب العدالة والتنمية أي نجاح في جميع أهدافه الانتخابية المعلنة. بل على العكس من ذلك: بل إن هناك بعض السياسيين في حكومتها مثل صلاح الدين مزوار، وزير الخارجية المغربي الجديد من حزب “التجمع الوطني” المستقل. وهو متهم بالفساد.

عليك أن تسأل نفسك لماذا، على النقيض من أوروبا، لا يوجد أحد هنا مسؤول عن الفساد. وهنا فقط في أفريقيا يتم تكريم هؤلاء “الساسة الملائكيين” بالبقاء في مناصبهم مدى الحياة. ويطلق عليهم الأفارقة اسم ديناصورات القوة التي لا يريد هؤلاء الساسة التخلي عنها ببساطة.

(جمال بوعصيرية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *